Monday 23 January 2017

آخر رسالة من أوباما للثوار السوريين و"للاسلاميين" .. بعد ساعات معدودات من انتهاء ايامه



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لاشك انكم تتذكرونني .. أنا باراك حسين اوباما .. ولايمكن أن تنسوني وأنا كنت منذ ساعات رئيس الولايات المتحدة الذي احتفلتم به وبحسبه ونسبه لثماني سنوات ..

 وأنا الذي انتظرتموه طويلا أن يحرر لكم بلدانكم من الطغيان ويقيم شرع الله ويعز الاسلام والمسلمين .. حيث تصلون كما تشاؤون وتبنون في كل بيت مئذنة .. حتى يصبح لكل واحد فيكم مسجد .. وتغمر المآذن والمساجد كل مدنكم فوق انقاض الكنائس والمساجد والمقامات والبيوت والمزارع .. وتطهرون بلادكم من كل غريب بحيث لايبقى بينكم الا المؤمنون .. وتطلقون لحاكم كما تشاؤون وتتزوجون ماتشاؤون من النساء وتملكون ماملكت أيمانكم من الأماء والجواري .. وتقيمون شرع الله وتملؤون الساحات برؤوس المرتدين والكفار وايدي السارقين .. وتمارسوا حقكم في رجم الزانيات حتى تشبعوا ولاتبقى حجارة للرجم في بلدانكم ..

اذا لم تتذكروني جيدا .. فلكم العذر في ذلك ..فأنتم تنسون كل من يتفضل عليكم وتعضون اليد التي اطعمتكم فهذا صار من مواصفاتكم التي لاتفارقكم وقد رايتها بأم عيني وادهشتني قدرة النسيان لديكم .. كما فعلت حماس بأحد الرؤساء الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف .. فتنكروا له وساروا معي أنا وهو من كاد يحارب من اجل أن يبقوا آمنين في داره .. بل كيف لي ان انسى ما فعل شيخكم القرضاوي الذي أكل على كل الموائد وعانق كل الرؤساء ثم أفتى بتدمير شعوب أقامت له الموائد وقتل كل من أكرمه من الرؤساء.. ووضع كل الدم في عنقه ..

اذا كانت لازالت لديكم شبهة ولم تتاكدوا أنكم تتذكونني .. فلأذكركم بعبارتي الذهبية التي دخلت التاريخ .. واقصد عبارة (ايام الأسد باتت معدودة) .. فلاشك عندي أنكم الآن عرفتموني .. فكما قال الحجاج يوما: أنا ابن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني .. فانني يمكن أن اقولها بنفس الطريقة: انا ابن حسين وطلاع الثنايا .. متى أضع الايام المعدودات تعرفوني ..

وطبعا لازلنا نعد ولازلتم تعدون الأيام المعدودات ولازالت ساعة الأيام تعد .. ولكن يبدو أن ساعة الزمن توقفت عن العد منذ أن قلت تلك العبارة وحدث جمود في دماء النجوم .. وصدئت عقارب المجرات وهوت الساعات والثواني في الثقب الأسود .. وخرجت أنا من الزمن كما تعلمون .. ولن أعود .. وابتلعني الثقب الأسود للسياسة ..

لاأدري ان كان الاعتذار يكفي لأنني وعدتكم بمفاتيح الشام .. ولم أفعل .. وشددت الرحال لنجدتكم في يوم مسرحية الكيماوي الشهيرة .. ولم افعل .. ووزعت عليكم الأحلام لتصلوا الى السلطة .. ولم أفعل .. لأنه كان علي أن أتعقل والا أرمي بنفسي الى التهلكة كما فعلتم أنتم بأنفسكم لأنني كنت سأصارع نصف العالم من أجلكم .. فتركت لكم أنتم ان تصارعوا نصف العالم نيابة عني .. وقد ابليتم بلاء حسنا حتى تفوقتم على من يطلق النار على رأسه وقلبه في نفس اللحظة وبسرعة قياسية ..

فما عساي الا أن أقول لكم مادحا: بخٍ .. بخٍ..

ولكن الحقيقة التي لانقولها نحن – الرؤساء الغربيين – (جماعة شعارات الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان وماالى تلك القائمة) الا ونحن خارج السلطة هي أنكم كنت أكثر المجموعات البشرية سذاجة وبلاهة واسهلها انقيادا للاوهام .. وأبليتم بلاء فوق التصور في تحطيم بلادكم ودينكم وكل تراثكم .. انني لم اكن أتخيل أن انجز مهمتي بهذه السرعة والسهولة .. خمس بلدان بنيت في مئة سنة تحولت الى انقاض في سنة أو سنتين .. وثروات جمعت في مئة سنة تبددت في سنة أو سنتين ..

على كل حال ليس هذا هو الغرض من رسالة الوداع اليكم ..

بل اريد ان أعترف لكم بسر لم أكن قادرا على أن أبوح به قبل اليوم .. وهو أنني أخذتكم في رحلة معي الى حلم الخلافة الاسلامية .. ولكن الحقيقة هي أنني كنت أريد تحطيم الأمة الاسلامية .. وقد فعلت .. وقلبتها رأسا على عقب .. وصار كل واحد فيكم  اما مشردا أو يتيما او شهيدا او قتيلا او مجاهدا او متشردا او لاجئا أو ظامئا أو جائعا أو يبيع عرضه وأولاده في المخيمات أو يبيع دينه في بلاد البرد .. وصار المسلم عدو المسلم .. ولاحقا سيصبح السني عدو السني .. والشيعي عدو الشيعي … وصار نبيكم ربما لاجئا عندنا .. لأن كل اللاجئين يتبرؤون منه ومن دينه ومقدساته من أجل أن يحصلوا على معونة أو جواز سفر .. وجنسية .. وصار نداء (الله أكبر) يخيف المسلمين اذا سمعوه في اسواقهم ..
أودعكم اليوم وأطلب منكم ان تتابعوا الرحلة .. رحلة الانتحار .. والدمار .. فلاشك أن من جد وجد وأن من سار على الدرب وصل .. وان كنت خدعتكم وورطتكم فارجو أن تسامحوني لأنني قمت بوظيفتي وتعهداتي لشعبي ودستوري .. وكان عليكم ان تكونوا أكثر حذرا وفطنة وذكاء ولاتصدقوا كل مايقال لكم ..

وقبل أن أنهي رسالتي أيها الاخوة والأخوات .. المؤمنون والمؤمنات .. أقدم لكم وصيتي ونصيحتي ..

ترامب صار الرئيس وأنا مثلكم خارج السلطة ولاأقدر أن انفعكم مثله .. ويمكنكم أن تعقدوا معه صفقة تناسبه وتناسبكم .. فهو يحب الصفقات .. وانتم كرماء وأسخياء ولاتترددون في دفع الأثمان الباهظة .. والرجل لايريد منكم الا شيئا واحدا وهو أن تجهزوا على ماتبقى منكم ومن دينكم وبلادكم ..

اهدموا المسجد الأقصى .. واهدموا الكعبة .. مزقوا القرآن .. ورددوا عبارة “من الفرات الى النيل حدودك يااسرائيل” .. وابكوا عند حائط المبكى كما فعل بعضكم .. وزوروا بيت العنكبوت (اسرائيل) لتثبتوا له أنكم لستم متشددين وانكم براغماتيون .. هو سيأخذكم الى حلمكم الذي خذلتكم به ولاشك انه لن يخذلكم .. ولاأعتقد أنه سيخدعكم .. وان فعل فانتظروا الوعد من الرئيس الذي يليه .. والا فمن الرئيس الذي يلي يليه .. ولكن اياكم أن تصدقوا أيا منهم ان قال لكم يوما بان (أيام الأسد باتت معدودة).. لأنني في آخر وصية اريد ان أؤكد لكم أن لاأحد يقرر الأيام المعدودة لرئيس الا شعبه .. وأنا سأرحل وفي قلبي غصة من هذه العبارة .. ومن الرجل الذي صارت بيده مفاتيح الزمن .. بعد ان انتصر في حلب .. وطردني من حلب .. في أيام معدودة ..

الوداع يااخوتي ,اشكركم من قلبي أنكم جعلتم ولايتي أنجح ولاية .. قتلتم فيها بايديكم أكثر مما قتلنا منكم بأيدينا .. ولم تكلفونا حتى ثمن الرصاص وحتى ثمن أعواد الكبريت لاشعال الحرائق .. وحتى الحبر الذي نوزع فيه بياناتنا تبرعتم ودفعتم ثمنه .. أنتم قاتلتم .. وانتم متّم .. وأنتم موّلتم .. وانتم خسرتم .. وأنتم كذبتم .. وانتم توليتم شتم بعضكم وشتم تراثكم الشيعي والسني .. فشكرا لكم .. شكرا لكم ..

وأخيرا وليس آخرا .. أوصيكم بأخي أبي محمد الجولاني خيرا .. وبأخي ابي بكر البغدادي خيرا .. وبكل اخوتي المجاهدين .. واخواتي المجاهدات ..وأوصيكم بالاخوان المسلمين فهم قلب الارهاب النابض وقرة عين الموساد وجوهرة التاج البريطاني .. وسلاح الغرب الفتاك ..

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوكم في الاسلام والمخلص لكم دوما
براق حسين أبو عمامة


River to Sea Uprooted Palestinian   
The views expressed in this article are the sole responsibility of the author and do not necessarily reflect those of the Blog!

No comments: